دشن مجموعة من الشباب على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" حملة رائعة أطلقوا عليها "اتجوز بجنيه"، تهدف إلى حل مشكلة العنوسة وتأخر سن الزواج الذى أصبح الكثيرون من الشباب يعجزون عن

توفير تكاليفه بسبب الارتفاع الجنونى فى أسعار كل شىء، وذلك مقابل التبرع بجنيه واحد فقط.

الفكرة ببساطة كما أوضح بعض شباب هذه المبادرة من خلال افتراض إحصائية لسكان إحدى محافظات مصر التى يبلغ تعدادها مثلاً ٧٠٠.٠٠٠ نسمة، عدد البالغين منهم حوالى ٥٠٠.٠٠٠ لو كل واحد من هؤلاء البالغين دفع جنيها واحدا فقط فى اليوم سيصير المبلغ ٥٠٠.٠٠٠ جنيه، ويمكن بهذا المبلغ تزويج ٤ من الشباب فى اليوم وفقاً لأسعار الشقق والأثاث فى السوق حالياً، على أن يأخذ كل واحد منهم حوالى ١٢٥.٠٠٠ جنيه، وهذا المبلغ سيغطى كل تكاليف الزواج كاملة، الأمر الذى سيؤدى إلى زواج 120 شاباً فى الشهر يعنى حوالى ١٤٤٠ شاباً فى السنة».

وقد اختتموا تعبيرهم عن فكرتهم متمنين أن تصل للمسئولين وتدخل حيز التنفيذ فوراً.. حيث أيد فكرة المبادرة ٩ آلاف وخمسمائة عضو، أعلن الكثير منهم عن رغبتهم فى بدء التنفيذ الفعلى للفكرة.

فى الحقيقة.. شعرت بروعة ونبل وأصالة العديد من شباب مصر عندما قرأت عن هذه المبادرة العظيمة التى تدعو إلى الخير والتكافل وتنم عن طيبة ورغبة هؤلاء الشباب الحالم فى الارتقاء بأهل بلدهم ومحاولة البحث لهم عن مخارج وحلول يمكن بها إصلاح الأوضاع العامة، نعم.. الأوضاع العامة، لأن إصلاح الأوضاع الخاصة يؤدى بالتبعية إلى حل ما هو أشمل وأعم، فكيف يُطلَب من شباب اليوم المحبط والمظلوم والمهدورة حقوقه منذ عقود أن يكون منتجاً وفعالاً ومشاركاً فى صنع الحياة السياسية لبناء مصر الجديدة فى الوقت الذى يُحرَم فيه بسبب سوء أحواله المعيشية من أبسط حقوقه وهو الزواج من أجل العفة والنسل والقدرة على مواصلة الحياة وتحمل أعبائها وضغوطها؟!.

لن تتوحد أحلامنا وأهدافنا العامة إلا إذا تم نجدة عماد البلد وصانعو مستقبله وهم الشباب من الظروف الصعبة التى تكبلهم وتخنقهم وتحرمهم من الفطرة التى فطرنا الله عليها وهى "الزواج".

أتمنى أن تحتضن هذه المبادرة العظيمة جهات تحظى بثقة الناس كى يتم تنفيذها على أكمل وجه دون سرقة أو نصب أو غيرها من الأمور التى بسببها يتخوف الكثيرون بل ويكرهون فعل الخير لافتقادهم الثقة فى القائمين على مثل هذه المبادرات.

من جهتى أقترح أن يتبنى الإعلامى القدير "عمرو الليثى "من خلال مؤسسة وبرنامج "واحد من الناس" هذا الموضوع وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة وبعض المؤسسات والجمعيات الكبرى المعنية بهذا الشأن.

آمل أن ترى هذه المبادرة النور قريباً لأن هذا الأمر جد خطير
والاستهانة به تنذر بعواقب وخيمة نحن فى غنى عنها، فيأس 
وعجز شباب أى بلد ينتج عنه فشل وانحدار ودمار فى كل 
المجالات، وقتها فقط سندفع جميعاً صغاراً وكباراً الثمن غاليا.
أحدث أقدم